الأقباط متحدون - نهر النيل ... الإله حابى
  • ٠٧:٤٩
  • الثلاثاء , ١٥ يونيو ٢٠٢١
English version

نهر النيل ... الإله حابى

عبد المنعم بدوي

مساحة رأي

٤٨: ٠٣ م +00:00 UTC

الثلاثاء ١٥ يونيو ٢٠٢١

نهر النيل
نهر النيل

عبد المنعم بدوي
فى حياة كل جماعه بشريه ، تنشأ وتترسخ مجموعه من المحرمات والمقدسات ، يمتنع الناس من الإقتراب منها إلا بكل إحترام وتبجيل ، ويعتبرون العبث ، والإخلال بها مجلبه للعنه تحيط بالمجترئين ، وتوجب فى هذه الحاله معاقبتهم والخلاص منهم .

وعلى مدار التاريخ كان من أهم هذه المحرمات والمقدسات فى حياة المصريين " نهر النيل " حتى أن قدماء المصريين عبدوه وأطلقوا علية إسم الإله " حابى " وكانت تقام له الصلوات وتقدم له القرابين ، وكان أول سؤال للمصرى المتوفى يوم الحساب : هل لوثت مياه النيل ؟

ولكن فى العقود الأخيره وفى ظل التراجع والتخلف الذى أصاب المصريين ، سقطت موانع التحريم وزالت دواعى القداسه عن هذا النهر ، وأصبح عرضه للتلوث والإهمال وفقد الكثير من إحترام الدوله والمصريين له .

وحدث ذات يوم أن قام الرئيس الفرنسى " فرانسوا ميتران " أثناء زياره له للقاهره ، بالتمشيه على كورنيش النيل أمام السفاره الفرنسيه  بالجيزه ، فصعق عندما شاهد الإهمال والقذاره والحال التى يرثى لها  ، وصرخ من الجريمه التى نرتكبها فى حق هذا النهر .

إن نهر السين ونهر الدانوب لايقارنان  بنهر النيل فى الجمال أو الإتساع أو الطول ، لكن دولهما وشعوبهما تحافظان عليهما وتحرصان على أن يكونا دائما فى أبهى صوره وجمال .

لقد أستغلت إثيوبيا حالة عدم الإستقرار السياسى التى مرت بها مصر ، وشرعت فى بناء سد على النيل الأزرق ، وضحكت علينا بدعوى تقسيم المنافع ...   يقول " آبى أحمد " إن أحفاد الفراعنه الذين إضطهدونا قرونا طويله ، يطلبون مننا الأن أن نساعدهم بعد أن سيطرنا على النيل الأزرق  ، وسوف نبنى مائة سد أخرى عليه ؟؟؟ 

هل هى لعنة العدوان على المقدسات والمحرمات ، وهل ستزول من أيدينا  تلك النعمه التى لم نحافظ عليها ، وهل سيأتى اليوم الذى نبكى فيه كالنساء على نهر أضعناه ولم نحافظ عليه كالرجال ؟؟؟

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
حمل تطبيق الأقباط متحدون علي أندرويد